بقلم المؤرخ الفني د/ أحمد عبد الصبور
تعتبر مصر بوابة العبور لفن الرقص الشرقي ، وعلى مدار القرون الماضية أشتهرت عشرات الراقصات ، وأكثرهن دخلن مجال الفن ، ليتألقن بأدوار بطولة أو أدوار مشاركة في أفلام ومسلسلات ومسرحيات ، الرقص فن من فنون الإبداع السينمائى حيث كان الرقص فى السينما ومازال هى المادة الأساسيه فى أغلب الأفلام السينمائية .
وهنا نرصد أهم الراقصات التي لمعت أسمائهن في هذا المجال :-
بمبة كشر من مواليد 1860، تنحدر من أسرة مصرية عريقة ، ظلت على عرش الرقص الشرقي حوالي 50 عاماً ، بين القرنين التاسع عشر والعشرين ، وعلى الرغم من أن جدها هو السلطان مصطفى كشر ، أحد الأعيان في القرن الثامن عشر ، ووالدها قارئ للقرآن الكريم ، إلا إنها لم تدفن موهبتها كفنانة إستعراضية وبدأت مشوارها الفني مبكراً ، كانت في الرابعة عشر من عمرها عندما عملت في أشهر فرقة رقص تركية ، وأنطلقت بعدها لتصبح أشهر راقصة في مصر ، لكنها لم تلحق عصر السينما ، حيث ظهرت في فيلم واحد فقط هو فيلم “ليلى” الصامت ، عام 1927، وتوفيت عام 1930، تاركة للتاريخ أسمها المميز وتاريخ من الرقص الشرقي المصري الأصيل .
……………………………………………………………………………………..
تحية كاريوكا بدوية محمد علي النيداني ، من مواليد مدينة الإسماعيلية ، أنضمت إلى فرقة بديعة مصابني ، التي فتحت لها أبواب السينما والمسرح ، عام 1940، قدمت كاريوكا رقصة تحمل أسمها ، في أحد عروض سليمان نجيب ، وتزوجت كاريوكا 14 مرة ، وأشهر أزواجها الممثل رشدي أباظة ، والمخرج فطين عبدالوهاب ، والمخرج أحمد سالم ، والمطرب محرم فؤاد ، والكاتب فايز حلاوة ، وتوفيت في 20 سبتمبر عام 1999، عن عمر يناهز 80 عاماً ، وتركت لجمهورها حوالي 120 فيلماً شاركت فيها ، هذا بخلاف 10 مسلسلات ، و5 مسرحيات ، وأشهر أفلامها “شباب امرأة ، سمارة ، لعبة الست ، خلي بالك من زوزو” .
…………………………………………………………………………………….
سامية جمال من راقصات فرقة بديعة مصابني ، أسمها الحقيقي زينب خليل إبراهيم محفوظ ، وهي من مواليد بني سويف ، ظهرت في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين ، وعرفت بأسم سامية جمال ، عام 1943دخلت سامية إلى مجال السينما ، وبدأت سلسلة أفلام جمعتها مع المطرب الراحل ملك العود فريد الأطرش ، وطاردتهما الشائعات عن قصة حب تجمعهما إلا أنها تزوجت الفنان رشدي أباظة ، في أواخر الخمسينيات ، وظل الأطرش بلا زواج حتى وفاته أوائل السبعينيات ، أعتزلت الفن ثم عادت مرة أخرى للرقص في منتصف الثمانينيات ، ولكنها سرعان ما عاودت الإعتزال مرة أخرى حتى وفاتها في 1 ديسمبر عام 1994، ومن أهم الأفلام التي شاركت بها سامية جمال ، ” أمير الإنتقام ، سيجارة وكأس ، الرجل الثاني ، عفريتة هانم ، وسكر هانم ” ، والجدير بالذكر عن سامية جمال أنه أطلق عليها أسم ” راقصة القصر ” في زمن الملكية أيام الملك فاروق لأنها كانت المفضلة لدى الملك فاروق وشاع عنها أن الملك فاروق كان يحبها ، وكانت ترقص في كل حفلات القصر .
……………………………………………………………………………………..
سهير زكي سهير زكي عبد الله ، من مواليد المنصورة أشتهرت في الإسكندرية قبل أن تنتقل إلى القاهرة ؛ لترقص في برنامج أضواء المسرح ، يمكن أن تلقب بأنها ” راقصة الرئاسة ” ، حيث رقصت في جميع أفراح أبناء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، كما رقصت أمام الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ، والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة ، تعتبر أول من رقص على موسيقى أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم ، وتركت من رصيدها الفني لجمهورها حوالي 50 فيلماً ، هذا بخلاف شرائط كاسيت مسجل عليها موسيقى رقص شرقي لرقصات خاص بها أشهرها “شيك شاك شوك” ، و أشهر أفلامها “العبيط ، مدرستي الحسناء ، صراع مع الموت ، الرعب ، فتوة الجبل” .
………………………………………………………………………………….
نعيمة عاكف ولدت في 7 أكتوبر عام 1929، تعلمت فنون الأكروبات في طنطا مسقط رأسها ، حيث شربت المهنة من والدها صاحب السيرك المتجول في الموالد. كان عمرها 4 أعوام فقط ، عندما تمكنت أن تحتل بطولة فرقة السيرك ، وأصبحت نجمة معروفة ومشهورة في منطقتها والمناطق المحيطة ، ظروف مادية سيئة قادت والدها المقامر إلى فقدان السيرك بعد رهنه لخسارته أثناء اللعب ، لتتجه الأسرة إلى القاهرة تتجول في الشوارع لترقص نعيمة وأخواتها في الشوارع لجمع بعض الأموال ، من أجل ” لقمة العيش ” ، و وصلت سريعاً إلى فرقة بديعة مصابني ، التي ساعدتها للتعرف على نجوم الفن والسينما ؛ لتبدأ إنطلاقتها الأولى نحو النجومية من خلال فيلم ” العيش والملح ” عام 1949 تزوجت المخرج حسين فوزي الذي أحتكرها فنياً ليقدمها في أكثر أفلامها نجاحاً ” لهاليبو” ، وفي 1958 حصلت على لقب أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو ، شاركت في حوالي 25 فيلماً ، ومن أهم أعمالها السينمائية ” أربع بنات وضابط ، ونور عيوني ، وبحر الغرام ، ومدرسة البنات ، وعزيزة ، وتمر حنة ، وخلخال حبيبي ، والزوج المتشرد ، وأمير الدهاء ” ، تزوجت نعيمة مرة أخرى من محاسب قانوني عقب طلاقها ، وأنجبت أبنها الوحيد محمد ، وفي عام 1966 رحلت بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر يناهز 37 عاماً .
………………………………………………………………………………
نجوى فؤاد عواطف محمد عجمي ، ولدت في الإسكندرية 4 سبتمبر عام 1939 لأب مصري وأم فلسطينية ، ولكن والدتها توفيت وعمرها عام واحد ، لتتربى مع زوجة أبيها التي عاملتها معاملة طيبة ، تزوج والدها من إمرأة أخرى وتركها تعيش مع زوجته الثانية ، وعندما كان عمرها 12 عاماً ، أراد أن يزوجها من رجل يكبرها بثلاثين عاماً ، إلا أنها هربت مع زوجة أبيها إلى القاهرة ؛ لتبدأ عملها كراقصة في الأفراح والصالات ، تعرفت على مجموعة من نجوم الفن والمجتمع الذين ساعدوها لتصل إلى مجال السينما ، وتبدأ في أداء أدوار صغيرة في أفلام قبل أن تؤسس شركة إنتاج سينمائية خاصة بها ، وقررت إعتزال الرقص نهائياً عام 1998 ، تزوجت حوالي 12 مرة من رجال أعمال ونجوم مجتمع ومن بين أهم أزواجها الفنان أحمد رمزي الذي تزوجته لمدة 17 يوماً فقط ، وأكثر من أحبته بين أزواجها رجل الأعمال اللبناني سامي الزغبي ، ومن أهم أعمالها السينمائية ” ممنوع في ليلة الدخلة ، شاويش نص الليل ، والبيضة والحجر، و حد السيف ، وضربة شمس ، وألف بوسة وبوسة ، وحافية على جسر الذهب “، وأهم أعمالها التلفزيونية “مذكرات سيئة السمعة ، وأحلام هند الخشاب ، و زيزينيا ، و على باب الوزير ” .
…………………………………………………………………………………..
فيفي عبده عطيات أبنة عبدالفتاح “الصول” ، الذي يعمل بإدارة المرور ، ولدت في 26 أبريل عام 1953 بمحافظة المنوفية ، تربت وسط أسرة بسيطة لها 12 أخ وأخت نصفهم من أبيها ، والنصف الآخر من والدتها ، أحبت الرقص منذ الطفولة ، وحاولت إقناع أسرتها بالانضمام إلى فرقة فنون شعبية ، لكنهم رفضوا، فقررت الهرب من المنزل وألتحقت بفرقة “عاكف” التي ساعدتها للظهور كراقصة في مشاهد قصيرة بالأفلام السينمائية ، حتى أختارتها المخرجة إيناس الدغيدي ، لدور التمثيل الأول لها أمام الراحل أحمد زكي في فيلم “امرأة واحدة لا تكفي” ، تزوجت أكثر من مرة ، ولها بنتان غير شقيقتان ، هما عزة وهنادي ، كما ترعى طفلة يتيمة تركتها لها الراقصة الراحلة تحية كاريوكا ، عملت في السينما والمسرح والتلفزيون ، وأهم أعمالها فيلم ” المزاج ، القاتلة ، إمرأة وخمس رجال ، الصاغة ” ، وأهم مسرحياتها ” حزمني يا ، و حارة العوالم ” ، وأهم المسلسلات التي قامت ببطولاتها ” كيد النسا ، والحقيقة والسراب ، والست أصيلة ” ، كما لها برامج تلفزيونية أشتهرت بها وحققت نسبة مشاهدة عالية أهمهم ” برنامج أحلى مسا ، و برنامج 5 أمواه ” ، كما حالياً تقوم بتدريس الرقص الشرقي وعمل ورش تدريب مسرحية للمبتدئين ، في أحد البرامج التلفزيونية على التلفزيون المصري قالت فيفي عبده : أنها كانت تمثل مصر في مسابقات خارج مصر في معظم دول العالم حيث يعتبر الرقص الشرقي من أجمل فنون الرقص ؛ حيث يمتد من أصول مصرية عريقة ، وقد أنتشر الرقص الشرقي حول العالم لتميزه وروعة أدائه ، و أصبح هناك العديد من المراكز لتعليم الرقص الشرقي حتى في أمريكا وأوروبا ، يعد الرقص فناً راقياً وجميلاً و معبراً، وهو نوع من أنواع الرياضة ، ويحتاج إلى مهارة و تقنية عالية و لياقة بدنية ممتازة ، إضافة إلى إحساس بالفن والرشاقة ، والجدير بالذكر عن فيفي عبده أنها معروفة بحبها لعمل الخير وهذا دائماً ما يثير الجدل حولها فمن المعروف عنها أنها تدوام على عمل موائد الرحمن وتقوم بتوزيع المساعدات على الفقراء والمحتاجين خاصة في شهر رمضان ، كما معروف عنها مساعدتها لكل أصدقائها وزملائها في الوسط الفني والوقوف بجانبهم في الأزمات والمشاكل .
…………………………………………………………………………………
لوسي إنعام سعد محمد عبد الوهاب ، ولدت في شارع محمد علي ، يوم 11 ديسمبر عام 1963، بدأت حياتها كراقصة في الأفراح والملاهي الليلية ، وتزوجت من سلطان الكاشف صاحب ملهى ليلي ، وأنجبت أبنها فتحي ، أتجهت لوسي إلى التمثيل من خلال أدوار صغيرة في التلفزيون والسينما ، ومن أبرز أعمالها التي تألقت بها دورها كراقصة في مسلسل ” ليالي الحلمية ” ، ثم أحترفت التمثيل وبدأت في الإبتعاد عن الظهور بدور راقصة ومن أهمها دورها في مسلسل ” أرابيسك ” ، حصلت على بطولة فوازير رمضان مرتين ، الأولى ” أبيض وأسود ” ، والثانية ” قيما وسيما “، ومن أهم أعمالها السينمائية ” كيد العوالم ، وسارق الفرح ، ورومانتيكا ، وكرسي في الكلوب ” ، وأهم المسلسلات التي شاركت بها هي ” على باب الوزير ، والنوة ، والحفار ، والباطنية ، وكلام نسوان “.
……………………………………………………………………………..
دينا ولدت في العاصمة الإيطالية روما ، تحديدًا يوم 27 مارس 1965، أسمها ” دينا طلعت سيد محمد ” ، تزوجت مرتين الأولى من المخرج سامح الباجوري وأنجبت منه أبنها الوحيد علي ، والمرة الثانية من رجل الأعمال حسام أبوالفتوح ، حاصلة على ليسانس الآداب في الفلسفة من جامعة عين شمس ، وحصلت على دبلومتين في المسرح بما يعادل درجة الماجستير ، موهبتها في الرقص ظهرت أثناء مرحلة المراهقة ، إلتحقت بفرقة ” رضا ” للفنون الشعبية ، ثم أحترفت الرقص في الفنادق والأفراح الراقية ، قبل أن تدخل عالم الفن ، لها مجموعة من الأدوار في الأفلام السينمائية، من بينها فيلم ” أستاكوزا ، وعليا الطرب بالثلاثة ، وشارع الهرم “، وفي التليفزيون ظهرت في مسلسلات ” رد قلبي ، وريا وسكينة ، وفريسكا ” ، والجدير بالذكر عن دينا قالت :
أنها تقوم بتدريس الرقص منذ 15 سنة ، وتقوم بتقديم دورات تدريبية فى مختلف دول العالم ، وكذلك قدمت برنامج تحت أسم ( الراقصة ) وأنتقدت دينا المعترضين على تقديمها برنامج الراقصة على قناة القاهرة والناس ، مضيفة: أن المعترضين على وجود برامج الرقص الشرقى هم أول المشاهدين لها ، وأختتمت دينا كلامها قائلة إن نقوش المعابد الأثرية تؤكد أن الرقص الشرقى أصله فرعونى .
………………………………………………………………………….
صافيناز ملكة جمال أرمينيا ، اسمها الحقيقي ” صافينار ” ، بدأت في إحتراف الرقص وعمرها 10 سنوات ، وعرفها الجمهور المصري من خلال ظهورها الأول على شاشة السينما في فيلم ” القشاش ” ، من خلال رقصة على أغنية الراحل وديع الصافي ، بعد أن تحولت بتوزيع جديد لأغنية شعبية ، تنحدر من أصول أرمينية ، سافرت إلى روسيا لإحتراف الرقص الشرقي ، وبعد أن أتقنت مبادئ الرقص بدأت في التجول في بعض الدول العربية ، حتى نصحها القريبون منها بالسفر لمصر ، وأنطلقت من الإسكندرية ثم شرم الشيخ وصولاً للقاهرة ، رقصت خلالها في الفنادق والملاهي الليلية حتى ظهورها من خلال قنوات ” الرقص” الفضائية ، منها قناة “التت” التي أغلقت فيما بعد بقرار قضائي ، لكنها عادت للعمل على تردد جديد ، صافيناز ما زالت تحترف الرقص في الأفراح والفنادق والملاهي الليلية والفيديو كليب وبعض الأفلام منها فيلم ” عيال حريفة ، 30 يوم في العز ” .
……………………………………………………………………………..
إيمي سلطان ( أشهر راقصة في حفلات أثرياء مصر ) فالأصل مهندسة خريجة بريطانيا ، هي خريجة إحدى جامعات بريطانيا وحاصلة على بكالوريوس الهندسة قسم ديكور، لكنها الآن أشهر راقصة تحيي حفلات أثرياء مصر، بل يطلبها الأغنياء بالأسم لإحياء حفلات زفاف أبنائهم ، وقالت إنها لم تعمل بالهندسة مطلقاً ، بل حصلت على البكالوريوس من كلية الهندسة بإحدى جامعات بريطانيا تخصص ديكور، لكنها أتجهت لمهنة الرقص الشرقي التي تعشقها ودرست فنونها في الخارج ، مضيفة إنها كانت ترقص الباليه منذ أن كان عمرها 15 عاماً ، وأشتهرت قبل ذلك كـ” باليرينا “، وأضافت إيمي سلطان إنها لا تعلم سر إختيار طبقة الأثرياء ورجال الأعمال لها تحديداً لإحياء حفلاتهم ومناسباتهم الإجتماعية وحفلات زفاف أبنائهم ، مرجحةً أن يعود السبب لأنهم يرونها من نفس المستوى الإجتماعي الذي ينتمون إليه ويتقبلون طريقة لبسها وأسلوب رقصها ، حسب تعبيرها ، وكشفت إيمي أنها تقوم بتدريس للراقصات الأجنبيات في مصر، وتنوي مستقبلاً تأسيس مدرسة لتعليم الرقص الشرقي بإعتباره أصبح علماً وفناً راقياً ، مشيرةً إلى أنها تعتبر سامية جمال وسهير زكي مثلها الأعلى ، وترى أنها تشبه كثيراً في رقصها وشكلها وطريقتها سهير زكي ، وقالت إنها إستفادت من دراستها للهندسة في أداء حركات راقصة تشبه الحركات الهندسية ، مؤكدةً أن الرقص الشرقي يعتمد على حسابات هندسية ، والجسد يمكن أن يتحرك وفق زوايا هندسية وبشكل جمالي بارع كجمال الهندسة ، وأختتمت إيمي حديثها قائلةً إن الرقص فن والفن شيء عظيم ، وبعض الراقصات شوهن سمعته ، وتتمنى هي أن تعيد له مكانته وسمعته حسب تعبيرها.